احتل بلاد المغرب القديم رقعة جغرافية توسطت العالم، فكان مهدا لالتقاء العديد من الحضارات العريقة التي تعاقبت على أرضه، لكن هذا لا ينفي قيام حواضر محلية يشهد عليها التاريخ.

يهتم مقياس تاريخ وحضارة بلاد المغرب القديم بالتعريف بهذه الرقعة عبر تحديد معالمها الطبيعية وحدودها الجغرافية، وذلك اعتمادا على المصادر المادية والأدبية المختصة في دراسة تاريخ المنطقة-بغض النظر عن الأهداف الكامنة وراء هذه الدراسات-وكذا إثبات أهمية المعالم التاريخية لبلاد المغرب كمؤشر يدل على التقدم والازدهار الحضاري بها، بالإضافة إلى الاستدلال على جذور شعوبه وأسبقيتها في التعمير والاستقرار، ودراسة العلاقات التي ربطتها بالشعوب المجاورة لها، وبالتالي استقراء بوادر نشأة الحضارة الليبية.

بعدها تسليط الضوء على الدور السياسي والحضاري الذي لعبته قرطاجة ببلاد المغرب منذ نشأتها إلى سقوطها بالتركيز على الموروث الحضاري الذي خلفته بدءا من المصادر المادية والأدبية، إلى نمط الحياة الاجتماعية وطبيعة الأنظمة الاقتصادية، وكذا محتوى النقوش البونية والطراز العمراني الذي يعكس التطور الفكري والثقافي.

ثم التعريف بالممالك والإمارات المحلية التي شكلت نواة المملكة النوميدية لاحقا ومنه دراسة أهم المعالم الحضارية بها، لنصل في نهاية المقياس إلى الصراعات السياسية والعسكرية بالمنطقة بداية بالصراع الروماني القرطاجي (الحروب البونية الثلاث) وتأثيره على بلاد المغرب ، وبالتالي توسع الاحتلال الروماني بالمنطقة إثر انتصاره في الحروب السالفة الذكر.